حقَّق مانشستر سيتي فوزًا صعبًا ومثيرًا على حساب مُضيفه كوينز بارك رانجرز، العائد إلى دوري الأضواء على ملعب لوفتوس، بعد أن تغلَّب عليه بثلاثة أهداف لهدفَيْن ضِمن مباريات الجولة الحادية عشرة من الدوري الإنجليزيِّ الممتاز لكرة القدم.
الدقائق الأولَى من المباراة شهدت سيطرةً واضحة من كوينز بارك رانجرز بفعل قوَّة جبهته اليسرَى، حيث تواجد الظهير الأيسر السنغاليُّ أرماند تراوري والنجم السابق لمانشستر سيتي شون رايت فيليبس، إذ تسبَّبا في العديد من المشاكل لميكا ريتشاردز، الذي احتاج في غالب الأحيان إلى المساندة الدفاعيَّة من زميله جيمس ميلنر حتى نسي الأخير واجباته الهجوميَّة وظلَّ يدافع لتجنُّب هدف مبكِّر من أصحاب الأرض.
وعلى الرغم من غياب محاولات التسجيل في بداية المباراة، إلا أن إيقاع المباراة كان عاليًا جدًّا ولعب الفريقان بسرعة كبيرة، حيث تمَّ تناقل الكرات بدقة عاليَة بين أرجُل اللاعبِين، حتى إن الكرة قلَّما كانت تخرج عن المستطيل الأخضر.
وقد كان المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أجويرو العنصر الأخطر في هجوم السيتي، وكاد يتسبَّب في تسجيل هدف ضدَّ مجرَى اللعب في أكثر من مناسبة بفضل مهاراته الفرديَّة وسرعته في الانطلاق، بينما غاب ديفيد سيلفا عن الظهور وعجز الفريق عن بناء الهجمات وإمداد المهاجمِين بالكرات طوال الشوط الأول، الذي شهد تفوُّقًا واضحًا لكوينز بارك رانجرز المتمتع بقدرة عقليَّة وذهنيَّة عالية مكَّنته من مجاراة الإيقاع السريع للمباراة.
وتحيَّن السيتي بعد مرور ربع ساعة من اللعب فرصَته للخروج من مناطقه الخلفيَّة، لكنه اصطدم بقوَّةِ خطِّ وسط كوينز بارك رانجرز وعجز تمامًا عن اختراقه، وفضَّل الانتظار لشنِّ بعض الهجمات المرتدَّة أو رفع بعض الكرات الطوليَّة إلى دجيكو وأجويرو، لكن لم يحالفه التوفيق.
وجاءت أولَى التهديدات القويَّة من أصحاب الأرض بعد رأسيَّة للمهاجم هيلجسون في الدقيقة الثالثة والعشرين مرَّت بجوار القائم الأيمن للحارس جو هارت، ولُوحظ بعد ذلك أن السبب في عدم فاعليَّة السيتي وعدم دخوله أجواء المباراة هو قلَّة تحركات لاعبِيه على أرضيَّة الملعب واكتفاؤهم بالمتابعة والاعتماد الكليِّ على زملائهم في نقل الكرات والبحث عن مخرج للانطلاق في الهجمات المرتدَّة.
وبعد إنذاره الأول لمرمَى جو هارت، نجح كوينز بارك رانجرز في تسجيل هدف التقدُّم في الدقيقة السابعة والعشرين من رأسيَّة بوترويد التي وضعها على يسار الحارس، بعد عرضيَّة جميلة مرفوعة من ضربة ثابتة نفَّذها القائد جوي بارتون على الجهة اليُسرَى من الملعب.
وجاء ردُّ فعل السيتي قويًّا جدًّا بعد اندفاعه إلى الأمام، لكن هجماته كانت عشوائيَّة ففشل في تشكيل أية خطورة على مرمَى أصحاب الأرض. وفي السياق نفسه حاول كوينز استغلال ذلك لمضاعفة النتيجة من خلال تسديدتَيْن متتاليتَيْن داخلَ منطقة الجزاء، لكن تصدَّى لهما جو هارت ببراعة، وقد كشفت هذه التسديدات عن استعداد السيتي للدفاع عن مرماه والعودة سريعًا.
وازدادت الإثارة في المباراة بعد فرصة واضحة للتسجيل حصل عليها كون أجويرو، لكن تأخُّره في التسديد حال دون تشكيل أية خطورة على مرمَى كوينز بارك رانجرز، وقد جاء الردُّ قويًّا من الفريق المُضيف من رأسيَّة بوترويد التي ارتطمت بالقائم الأيسر للسيتي، لتذهب خارج الملعب في الدقيقة التاسعة والثلاثين.
كولاروف حصل على فرصة لتكرار موقفه في مباراة دوري أبطال أوروبا أمام نابولي، بعد أن سجَّل هدف التعادل من ركلة حرَّة مباشرة، لكن تسديدته أمام كوينز بارك رانجرز جاءت عالية فوق العارضة بسنتيمترات قليلة في الدقيقة الواحدة والأربعين.
لم يرغب السيتي في إنهاء الشوط الأوَّل مهزومًا وكان له ما أراد، بعد أن تلاعب إدين دجيكو بدفاع كوينز وسدَّد الكرة قويَّة على يمين الحارس، معلنًا عن تعديل النتيجة (1-1)، قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الأول.
وكاد المهاجم الأرجنتيني أجويرو يضيف الهدف الثاني في الدقيقة الخامسة والأربعين من تسديدة مركَّزة من خارج منطقة الجزاء ارتطمت بالقائم الأيمن للحارس، ليتَّضح بعد ذلك أن السيتي استعاد ثقته في نفسه، وأصبح الأكثر خطورةً في المباراة.
بداية الشوط الثاني كانت شبيهة ببداية الجولة الأولَى، بعدما كان كوينز بارك رانجرز الطرف الأفضل والأخطر في المباراة، قبل أن يعاود السيتي الدخولَ في الأجواء والمبادرةَ بالهجوم، وقد فضَّل في غالب الأحيان التسديد من بعيد، بسبب عجزه عن اختراق دفاع الكوينز.
وفي هجمة مرتدَّة سريعة قادها ميلنر حين مرَّر الكرة إلى إدين دجيكو الذي انطلق على الجهة اليُسرَى ليمرِّر كرة أرضيَّة إلى زميله ديفيد سيلفا، فأوهم الأخير المدافعِين واستلم الكرة بهدوء تامٍّ، قبل أن يطلق قذيفة قويَّة بيُسراه الساحرة على يمين الحارس، ويعلن عن تقدُّم السيتي بهدفَيْن لهدف واحد في الدقيقة الواحدة والخمسين.
ثم حاول دجيكو إضافة الهدف الثالث من تسديدة مقوَّسة في الدقيقة الرابعة والخمسين، لكن كُرته مرَّت بجوار القائم بمليمترات قليلة، قبل أن يعاود مرة أخرى بعد خمس دقائق تسديد كرة قويَّة تصدَّى لها الحارس بصعوبة بالغة وحوَّلها إلى ركنيَّة، بينما اتخذ زميله كون أجويرو نفس الاتجاه بالتسديد من خارج منطقة الجزاء في أكثر من مناسبة، وأبرزها تسديدته المُحكمة في الدقيقة الستين، عندما لامست كرته القائم الأيمن لمرمَى أصحاب الأرض.
واتَّضحت مجدَّدًا خطورة كوينز بارك رانجرز على مرمَى السيتي، بعد أن استأنف ضغطَه على مرمى جو هارت في الدقائق التالية، قبل أن ينجح في تعديل النتيجة برأسيَّة بوترويد إثر إبعادٍ خاطئٍ للكرة من المدافع سافيتش في الدقيقة الثامنة والستين، في لقطة احتج فيها لاعبو مانشستر سيتي على مساعد الحكم لأنه لم يحتسب تسلُّل مُسجِّل الهدف.
ولكن فرحة النادي اللندنيِّ لم تستمر كثيرًا، حيث استطاع مان سيتي الردَّ بهدف ثالث في الدقيقة الواحدة والخمسين، بعد عرضيَّة رائعة رفعها ألكسندر كولاروف من الجهة اليُسرَى، استقبلها يحيى توريه القادم من الخلف برأسيَّة قويَّة سكنت الزاوية العليا عن يمين الحارس.
بعد سلسلة من الأخذ والردِّ في الاستحواذ على الكرة والتحكُّم في زمام المباراة بين الفريقَيْن، عاود كوينز بارك رانجرز فَرض وُجوده على أرضيَّة الملعب، وكاد يعدِّل النتيجة مرة أخرَى برأسيَّة هيلجسون القويَّة في الدقيقة الثانية والثمانين، لكن كُرته ارتطمت بالعارضة ورفضت دخول المرمَى.
أما السيتي وبعد إجرائه بعض التبديلات، فقد حاول في البداية البحث عن تسجيل هدفٍ رابع يحسم من خلاله المباراة لصالحه، لكنه اصطدم مرة أخرَى بقوة أصحاب الأرض، ليفشل في ذلك ويتراجع إلى الوراء ويحاول الدفاع عن مرماه وإيقاف أية هجمة قد تشكِّل خطرًا على مرمَى جو هارت. وحاول المهاجم البديل ماريو بالوتيلي مفاجأة الحارس في الدقيقة التسعين بعد تسديدة طويلة من منتصف الملعب، لكن كرته لم تكن مركَّزة، حتى ذهبت بعيدًا عن مرمَى الحارس.
وبعد انقضاء ثلاث دقائق من الوقت المحتسب بدل الضائع، انتهى الشوط الثاني من المباراة بفوز صعب ومثير لمانشستر سيتي على مضيفه كوينز بارك رانجرز بنتيجة (3-2)، حيث واصل بذلك صدارة الترتيب العامِّ من الدوري الإنجليزيِّ الممتاز بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسِيه مانشستر يونايتد.[b][img][/img]