شباب
لطالما كان موضوع الثقة بين الرجل والمرأة يأخذ حيزاً مهماً في الحياة الاجتماعية. بل إن هذه الثقة هي محور كل شيء في الحياة. لأن الثقة بين الرجل والمرأة على العكس من ثقة الرجال ببعضهم أو النساء ببعضهن هي الركيزة الأساسية للعيش المشترك بينهما. وبالتالي للعيش المشترك في المجتمع بأسره. لكن من يثق أكثر بالآخر الرجل أم المرأة؟
الجواب هو أن المرأة تثق بالرجل أكثر مما يثق الرجل بها. ولو كانت الثقة تتبع الطبيعة لتوجب على الرجل أن يثق بالمرأة أكثر لأنها أكثر وفاء منه. لكن لماذا لا يثق الرجل بالمرأة أو على الأقل لا يثق بها بالقدر الذي تثق هي به؟
ربما تلعب طبيعة الرجل الدور الأهم في هذا الموضوع. الرجل بطبعه التنافسي يسعى دوماًُ لتجاوز الجميع إن استطاع ليحقق أكبر قدر ممكن من الانجازات. المرأة ضمن هذا المنظور للحياة يمكن أن تكون هدفاً أو منافساً. هدفاً يسعى الرجل للاستحواذ عليه ومنافساً إذا يمكن أن تشد الرجل إلى الخلف وتسمح لغيره بأن يسبقه. (لأنها في عقل الرجل لا يمكن حتى أن ترقى لمستوى تنافسه فيه!)
عدم ثقة الرجل بالمرأة يكون في هذه الحالة تعبيراً عن عدم ثقته بكل شيء يمكن أن يحيده عن هدفه. القناعة المطلقة لدى معظم الرجال بأن المرأة هي بالطبيعة كائن أدنى من الرجل يجعل من المستحيل عليهم الثقة بها. كما أن هذه القناعة تساهم بدور كبير في أمر آخر وهو التشكيك بوفاء المرأة لأن رجلاً آخر يمكن أن يغويها وبما أنها كائن أدنى فليس من الممكن الثقة بقدرتها على الوفاء.
معظم القوانين التي وضعها الرجل في الكثير من المجتمعات لتنظيم الأسرة تقوم بشكل أو بآخر على هذه القناعات. وتعزيز هذه القناعات بقوانين وعادات يجعل من المستحيل في بعض الأحيان تخيل مجتمع لا يقوم عليها.
في الوقت نفسه، تستمر الكثير من النساء بالثقة برجالهن بشكل طبيعي غريزي. لأنهن وبكل بساطة لا يرين الدنيا كمسرح للتنافس. ورغبتهن بابداع حياة أسرية مثالية مع رجالهن تشغل تفكيرهن بينما ينشغل رجالهن بالتفكير بالتغلب على أقرانهم.
أو ليس العالم الأنثوي أجمل وأحلى من العالم الذكوري.....